"(1983-...) من مواليد القاهرة. مترجم وروائي. حاصل على ليسانس الأدب الإنجليزي. يعمل في حقل الترجمة الأدبية والسياسية والسينمائية منذ عام 2009. يكتب القصَّة والرواية، وله راوية منشورة بعنوان "تحت السَّمع والبصر"، بالإضافة إلى مساهمات في دوريات مثل مجلة "الفيلم" ومجلة "عالم الكتاب" ومن ترجماته : "اليوميات" لفرانز كافكا، ونشر له مركز المحروسة "ألواح موسى" لتوماس مان، و"الرجل الذي كان الخميس" لچي كيه تشيسترتون، و"ماتيلدا" لماري شيلي ."
"لم تنظر إليهم ، بل أشاحت بنظرها إلى الأرض. "إنه طفل امرأة الغابة"، عندما رفعت عينيها ، كانت الدموع تنساب على وجهه والأطفال واقفون فحسب.. غارقون في الهزيمة. وراءهم ، عند سور الحظيرة، كان كيكر واقفا ينظر إليها مباشرة" "كل ما يمكن لرواية أن تكون: مقنعة، مثيرة للتفكير، مزعجة، لا تنسى، وخالدة" جريس إنجولدي، نيو ستيتسمان "طفل فيلا هي عرض يوسع ويضفي طابع إنسان على فهما للصراعات التي أثرت ولا تزال على جنوب أفريقيا اليوم" فرانسيس ليفي، نيويورك تايمز بوك ريفيو "إبداع قوي للزمان والمكان بخيوط قاتمة من القدر والاضطهاد وجذوره في التربة شبه التوراتية لفن راوي القصص" کریستوفر وردزورث، ذي جارديان
رواية فلسفيَّة ونَفسيَّة عن الفوضى والجمال، ينقل فيها چي كيه تيشسترتون عُصارةَ أفكاره المتناقضة في الحياة. هي مُطارَدة ما بين شاعِرٍ شابٍّ وعَددٍ من الأفراد المُنشقِّين عن تنظيمٍ سِرِّيٍّ، هَدَفُه إحلالُ الفوضى، وتدمير كلِّ شيء، وبينما تستمرُّ تلك المطاردة والشعور بالرُّعب والفرار يكتشف هؤلاء الأفرادُ حقيقةَ أفكارهم، وتتطوَّر شخوصُهم، ويسعى كلٌّ منهم لإتمام إجاباته عن معنى الحياة، وتنتهي تلك المطاردة بمجلسٍ استجوابيٍّ من الأفراد الذين انضمُّوا لذلك الكيان السري لزعيمه، ويبادرون بالسؤال عن هويَّتِه الخَفيَّة التي فشلوا جميعًا في معرفتها، لكنَّ الإجابة تظلُّ هي الأكثر غموضًا في تاريخ الأدب.
"لكن أي ليلٍ عليَّ أن أجتازه قبل أن أصل إلى هناك! بدا القمر وكأنه يعرف شيئًا ما، ذلك أنه حدّقَ فيَّ بغرابة. كان مظهره باردًا كالجليد حقًا، لكن ممتلئًا بالاهتمام، أو الفضول على الأقل. لم يكن نفس القمر الذي أعرفه على الأرض؛ كان وجهه غريبًا عنّي، وضوءه أكثر غرابةً. ربما جاء من شمسٍ مجهولة! في كل مرة أرفع فيها بصري، أجده يحدّق فيَّ بكل قوّته! في البداية شعرت بالضيق، كما لو تجاه وقاحة رفيق من بني البشر؛ لكن سرعان ما لاحظت، أو توهّمت أنني لاحظت، شفقةً متسائلةً في تحديقته: لماذا أقف في لَيلِه الآن؟ حينها، ولأول مرّة، أدركت كم هو من المريع أن يستيقظ أحد في الكون؛ كنتُ مستيقظًا، ولا شيء في يدي حيال ذلك". "ليليث" رواية فانتازيَّة لچورچ ماكدونالد، من أكثر رواياته سوداويَّةً وعُمقًا. يتناول فيها طبيعة الموت والحياة والخلاص. ويتحدَّث عن نومٍ كونيٍّ يشفي الأرواح المُعذَّبة، قبل خلاص الجميع.
ورَغمَ أَنَّني أَبقَيتُ عَلى سَبَبِ أَحزاني سِرًّا، قادَني إلى صَبِّ شَكوايَ المريرَةِ وإلى إِلباسِ مِحنَتي كَلِماتِ الغَضَبِ والحَماسَةِ، وبِكُلِّ الطَّاقَةِ الَّتي يَمتَلِئُ بها حُزني البائِسُ، أَخبَرتُه بِسُقوطي مِنَ النَّعيمِ إِلى المأساةِ في لَحظَةٍ واحِدَة، كَيفَ أَنَّني لا أَجِدُ أَيَّ بَهجَةٍ، أَيَّ أَمَلٍ، أَنَّ الموتَ مَهْمَا كانَ مَريرًا هُوَ الخاتِمَةُ الَّتي أَتوقُ إِلَيها لِكُلِّ آلامي. الموتُ، الهَيكَلُ العَظميُّ، كانَ جَميلًا كالحُبِّ. لا أَعرِفُ السَّبَبَ، لَكِنَّني وَجَدتُ أَنَّ مِن العَذْبِ أَنْ أَنطِقَ بِهَذِه الكَلِماتِ عَلَى مَسمَعِ آذانٍ بَشريَّةٍ، ورَغمَ أَنَّني طالَما استَخفَفتُ بالعَزاءِ، شَعرتُ بالبَهجَةِ أَنْ أَراهُ يُمنَحُ لي بِرِقَّةٍ وعَطفٍ، كُنتُ أُنصِتُ بِهُدوءٍ، وحينَما يَتَوقَّفُ هُو عَن الحَديثِ لِوَهلَةٍ، سُرعانَ ما أَستَئنِفُ صَبَّ مأساتي بِكَلماتٍ تُظهِرُ كَم كانَت جُروحي عَميقَةً ومُستَعصِيَةً على أَيِّ عِلاج.
"أبوه لم يَكُن أباه، وكَذلِكَ أُمُّه لم تَكُن أُمَّه؛ بذلك كان ميلادُه مُضطَرِبًا ومُخالِفًا لنظام الأشياء". "مَهما يَكُنْ من الأمر، فمن المُؤكَّد أن الخروج قد أخذ صُوَرَ النَّفي والطَّرد. والعجلة التي حدث بها ظَهَرَت في حقيقةِ أنَّ أحدًا لم يَجِدْ وقتًا لتخمير الخُبزِ من أجل الرحلة. لم يَجِد النَّاسُ مَؤونَةً سوى في الكَعكاتِ غير المُختَمِرَة التي صُنِعَت على عَجَلٍ. اتَّخَذ موسى من هذه الواقعة احتفالًا تذكاريًّا استمرَّ طوالَ الزَّمَن. لكن في الجوانب الأخرى، كان الجميعُ -كبارًا وصغارًا- مُستعدِّين بالكامل للرَّحيل. وبينما كان المَلاكُ المُدمِّر مُنطَلِقًا في غيِّه، كانوا هم جالسين بخاصِراتٍ مَربوطَةٍ قُربَ عَرَباتِهم المُحمَّلة بالكامِل، أحذيتهم على أقدامِهم، وعصيانهم في أيديهم، آخذين معهم أوعيَةَ الذَّهَب والفضَّة التي كانوا قد اقترضوها من أطفالِ الأرض".
"لم يكن التَّغيُّر فوريًّا، ليس قبل الصفحة العشرين، ثم لاحَظَت بغتةً شيئًا فيما يحيط بها، سكونًا حادًّا غير معتاد، أو أنها أضواء الشمال على الخليج الصغيرة. كانت تلك اليقظة جديدةً عليها، اخترقَت لا مُبالاتها، واستمرَّت هي في الكتابة، كتَبَت حتَّى لم يَعُد هناك سوى فراغ صغير. بحجم قبضة أو قلب تقريبًا، وصارت تتنفَّسٍ بشكل مختلف. اختفى ذلك الصوت، المُختنق، الصافر. ارتخى حَلْقُها." سريعًا ما نَكتَشِفُ ما هو المُشتَرَك بين المرأتين: طفولةٌ صَعبَةٌ، صَدمَةٌ نفسيَّة، وتكوينٌ انعزاليٌّ وجدَ مساحةً للتَّنفيس في التَّعبير الإبداعي. مع ذلك، كلَّما حاوَلَت "إلين" التَّواصُل مع المرأةِ الشَّابَّة من أجل استعادَةِ ذِكرياتٍ مُؤلِمَةٍ؛ كلَّما تَراخَت قَبضَتُها على الواقِع.
"توجد -على أيِّ حال- ألغازٌ"، قال لنفسه، "حتَّى للرجل الذي يحمل عقيدةً. توجد شكوكٌ تبقى حتَّى بعد اكتمال الفلسفة الحَقَّة في كل درجة ومسمار. وها هو أحدها. هل الحاجة البشرية الطبيعية، الشرط الإنساني الطبيعي، أسمى أم أدنى من تلك الوضعيات الخاصة للروح التي تصرخ مطالِبةً بالأمجاد الخطيرة والغامضة؟ تلك القوى الخاصَّة للمعرفة أو التضحية التي لا تصبح مُمكِنةً إلَّا بوجود الشَّرِّ؟ أيُّهما يهرع أولًا لانفعالاتنا: صِحَّة العقل المُكابِدة الكامنة في السلام أم الفضائل نصف المجنونة الكامنة في المعارك؟" "نابليون في نوتنج هيل"، نُشِرَت في عام 1904، الرواية الأولى لتشستيرتون. صُنِّفَت كأفضَلِ روايةٍ أولى في القَرنِ العِشرين." "
"ربما بدأ حُلم الرجل كشيءٍ جميل وعظيم. ربما كان هذا الجَمال وهذه العَظَمة هو ما أعمى فون براون عن كل الطُّرُق التي كان منشغلًا بخيانتهما عبرها. كان هذا أمرًا إنسانيًّا بحتًا، الأمر بأكمله. لكن فور أن يتكشَّف حُلمكَ، كمعظم الأحلام، عن لا شيء سوى تيَّارٍ من القهر المحض يتدفَّق عبر دوائر من الأوهام والأكاذيب؛ فهذا هو الوقت المناسب للتخلِّي عنه. هذا هو الوقت المناسب لتلعن حُلمك وتثق بعينيك. وتستعدَّ بُمسدَّسك ربما. "
"الضوء الذي خبا"، هي الرواية الأولى للكاتب الإنجليزي الحاصل على جائزة نوبل، روديارد كيبلنج. رواية مؤثِّرة، لا تُنسى، عن المعاناة البشرية، والحب والفَقْد. والصداقة والحرب. في دِك هيلدر، الرسَّام والصحفي، نرى رجلًا يُجاهد لنسيان بداياته الأليمة وطفولته المُهمَّشة من أجل اقتناص سعادة مُحتمَلة في حياته اللاحقة. لكن فيما تتحوَّل آماله شيئًا فشيئًا إلى تُراب، تبدأ عزيمته وقواه العقلية في النضوب، ثم يتحدَّد مصيره هلاكه الأخير مع تباشير انحداره الجسدي المُتسارع. في خاتمة صادمة تراجيدية، يستكمل كيبلنج تصويره الواقعي والمريع للانهيار الجسدي والنفسي.
الأجراس في آخر أضواء المساء الوردية، رأيتُ زوجة الرسّام في البورتريه، كان يستلقي ساكنا على الأرض حيث كانت أماليا قد ألقته في غضبها، احتضنت قماشة الرسم إلى صدري وتذكّرت حينها أن الرسّام في حزنه، قد رسم بورتريها لها بدمائه. فقط لو أستطيع سكب دمائي في أغنية! بين العاطفة والشجاعة، الموهبة والكفاح الحب والغيرة، تتدفق بعذوبة حكاية رائعة عن مغني الأوبرا الشهير موسى فروبن الذي يمتلك على نحو فريد موهبة في أذنيه وجمالا في صوته ومأساة في حكايته.
لم تكن قصة سيجورلينا حول اكتشاف المشبك الأثري الأيسلندي بنفس الخيال الأسطوري لكنها تحمل أهمية ضئيلة وسط الوفرة التاريخية التي يتزَّعمها المتحف. العَتَاقة بمفردها لا تمنح تصريح الدخول إلى هذا المعبد؛ في راحة سيسنولا الخشنة كانت عطيَّة سيجورلينا بلا قيمة، ذلك أنه لا يقفه شيئًا عن أيسلندا وتاريخها. لهذا وضعَ المشبك العتيق البائس مُجدَّدًا على المنضدة ودفعه برفق ناحية المرأة الشابّة بإصبع سبَّابته: "عليكِ بالتاريخ لتحوّلي الذهب القديم إلى كنزٍ لا يُقدَّر بثمن".
كانت تلك هي اللحظة، الومضة المراوغة حيث تقاطع سيرهما " على طريق الحياة"، اترتقي إحداهما الطريق، وتغوص الأخرى فيالظلال، لكنهما لم تدركا ذلك رغم أن أنطوانيت كررت برقة: "ماما المسكينة.." كرست تاتيانا إيفانوفا حياتها بالكامل لسادتها، آل كارين الذين شهدت ميلادهم وترعرعهم، بعد أن تسببت الثورة الروسية في طردهم من ضيعتهم، تبعتهم في ارتحالهم حتى أوديسا في البداية، ثم إلى باريس في تلك الشقة الصغيرة في حي تيرن حيث أخذ المنفيون في التدويم في دوائر كذباب في الخريف..